القضايا الأخلاقية والمعنوية في استخدام الذكاء الاصطناعي
تقدم الذكاء الاصطناعي (AI) بسرعة في السنوات الأخيرة، مما أدى إلى تحسينات كبيرة في مختلف الصناعات، ومع هذه التطورات تأتي القضايا الأخلاقية التي تحتاج إلى معالجة، تم تصميم أنظمة الذكاء الآليّ المعزّز للتعلم والتحسين من البيانات المقدمة إليها، ولكن يمكنها أيضًا إدامة التحيز والتمييز، وانتهاك الخصوصية، وخلق أشكال جديدة من الضرر.
في هذا المقال، سوف نستكشف بعضًا من أكثر القضايا الأخلاقية إلحاحًا في استخدام الذكاء الاصطناعي.
التحيز
هو أحد أهم المخاوف الأخلاقية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، تعد أنظمة الذكاء الآليّ المعزّز جيدة بقدر جودة البيانات التي يتم تدريبها عليها، وإذا كانت البيانات متحيزة، فسيكون النظام متحيزًا أيضًا، يمكن أن يؤدي هذا إلى نتائج تمييزية، مثل تقنية التعرف على الوجه الأكثر دقة للوجوه البيضاء منها للوجوه الملونة، أو خوارزميات التوظيف التي تفحص المرشحين بناءً على عوامل مثل الجنس أو العرق، يمكن للتحيز في الذكاء الآلي أيضًا أن يديم التفاوتات المجتمعية القائمة، ويزيد من تهميش الفئات المهمشة بالفعل.
الخصوصية
يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي جمع كميات هائلة من البيانات عن الأفراد، غالبًا دون علمهم أو موافقتهم، يمكن بعد ذلك استخدام هذه البيانات لاتخاذ قرارات تؤثر على حياة الأفراد، مثل تحديد أهليتهم الائتمانية أو معدلات التأمين أو فرص العمل، ويثير استخدام الذكاء الآلي لأغراض المراقبة مخاوف جدية بشأن الخصوصية، لا سيما إذا لم يتم ذلك من خلال الإشراف والمساءلة المناسبين.
المساءلة والشفافية
نظرًا لأن أنظمة الذكاء الاصطناعي يمكن أن تكون معقدة للغاية وصعبة الفهم، فقد يكون من الصعب تحديد المسؤول عن أفعالها، هذا يمكن أن يجعل من الصعب تحميل الأفراد أو المنظمات المسؤولية عن الضرر الذي تسببه أنظمة الذكاء الآليّ المتقدّم، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي الافتقار إلى الشفافية في أنظمة الذكاء الآلي إلى انعدام ثقة الجمهور، الذين قد يشعرون أنهم يخضعون للمراقبة أو التقييم دون علمهم أو موافقتهم.
تأثيره المحتمل على التوظيف
يتمتع الذكاء الاصطناعي بالقدرة على أتمتة العديد من الوظائف التي يقوم بها البشر حاليًا، مما قد يؤدي إلى خسائر كبيرة في الوظائف، في حين أن الأتمتة يمكن أن تؤدي إلى زيادة الإنتاجية والكفاءة، فإنها يمكن أن تؤدي أيضًا إلى عدم المساواة الاقتصادية والاضطرابات الاجتماعية والقضايا الأخلاقية، على هذا النحو، من الضروري النظر في كيفية توزيع فوائد ومخاطر الذكاء الآلي ووضع سياسات تضمن تقاسم الفوائد على نطاق واسع.
أخيرًا، يثير الذكاء الاصطناعي القضايا الأخلاقية التي تتعلق بتأثيره المحتمل على البشرية ككل، يحذر بعض الخبراء من أن الذكاء الإلكتروني يمكن أن يشكل تهديدًا وجوديًا للبشرية إذا أصبح قويًا بما يكفي للتصرف بشكل مستقل عن التحكم البشري، و يمكن أن يؤدي الذكاء الآلي إلى تفاقم المشاكل المجتمعية القائمة مثل عدم المساواة وتغير المناخ والاستقطاب السياسي إذا لم تتم إدارته بعناية.
لمعالجة هذه القضايا الأخلاقية، من الضروري تطوير مبادئ توجيهية ومعايير أخلاقية لتطوير واستخدام الذكاء الاصطناعي، يجب أن تعطي هذه الإرشادات الأولوية للعدالة والمساءلة والشفافية والخصوصية، ومن المهم التأكد من تضمين الأصوات ووجهات النظر المتنوعة في تطوير أنظمة الذكاء الآليّ العميق لتجنب استمرار التحيز والتمييز.
التنظيم والرقابة ضروريان أيضًا لضمان استخدام الذكاء الآلي بطرق تفيد المجتمع وتقليل الضرر، ويشمل ذلك تطوير أطر قانونية مناسبة لمعالجة قضايا مثل المساءلة والشفافية، وضمان خضوع الذكاء الاصطناعي لمعايير القضايا الأخلاقية والسلامة المناسبة، وإنشاء هيئات رقابية لمراقبة تطوير واستخدام الذكاء الاصطناعي.
في الختام، يتمتع الذكاء الاصطناعي بالقدرة على إحداث ثورة في مختلف الصناعات وتحسين حياتنا بطرق لا حصر لها، فإنه يطرح أيضًا القضايا الأخلاقية والمعنوية المهمة التي يجب معالجتها، مع استمرار تطور الذكاء الاصطناعي، من الضروري تطوير المبادئ التوجيهية والمعايير الأخلاقية، وتنفيذ التنظيم والرقابة المناسبين، وإعطاء الأولوية لمصالح ورفاهية جميع أفراد المجتمع، من خلال القيام بذلك، يمكننا ضمان استخدام الذكاء الآلي لإفادة البشرية مع تقليل الضرر.