نتفلكس Netflix

قصة بيل جيبسون ومسلسل Apple Cider Vinegar على Netflix

يقدم مسلسل “خل التفاح” (Apple Cider Vinegar) الجديد من إنتاج Netflix قصة مثيرة تكشف عن سقوط بيل جيبسون (Belle Gibson) المؤثرة في مجال العافية والمحتالة التي ادعت الإصابة بالسرطان.

المسلسل، الذي يلعب دور البطولة فيه كاتلين ديفر (المعروفة من فيلم “Booksmart”)، يسلط الضوء على قصة جيبسون، الناجية الأسترالية المزعومة من السرطان، التي حولت قصتها ووصفاتها الصحية إلى إمبراطورية رقمية واسعة الانتشار.

يأتي هذا المسلسل كإضافة جديدة إلى قائمة مسلسلات Netflix التي تستند إلى قصص محتالين حقيقيين، مثل “Inventing Anna” و”Dirty John”.

ما يجعل هذه القصص ناجحة هو اعتمادها على أحداث حقيقية، و”خل التفاح” ليس استثناءً.

قصة بيل جيبسون: بين الحقيقة والخداع

تدور أحداث المسلسل في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، عندما بدأ المؤثرون على وسائل التواصل الاجتماعي في تحقيق شهرة كبيرة من خلال سرد نسخ مبالغ فيها من قصصهم الشخصية.

في المسلسل المكون من ست حلقات، تشارك كاتلين ديفر البطولة مع أليشيا ديبنام كاري (“The 100″، “Fear The Walking Dead”)، وآيشا دي (“The Bold Type”)، وتيلدا كوبهام هيرفي (“Burn”)، حيث يجسدون شخصيات مؤثرة وناجين من السرطان تعرضوا للخداع من قبل جيبسون.

المسلسل، الذي أنشأته سامانثا شتراوس وأخرجه جيفري ووكر، لا يكتفي بسرد قصة الاحتيال فحسب، بل يسلط الضوء أيضًا على التناقضات والأوهام التي دعمت إمبراطورية جيبسون المبنية على الأكاذيب.

بداية القصة وصعود جيبسون

عندما أُطلق إنستغرام في عام 2010، كانت بيل جيبسون من أوائل المستخدمين النشطين.

تحت اسم @healing_belle، شاركت قصة مؤثرة عن تشخيصها بسرطان المخ المميت في سن الـ21 وإعطائها أربعة أشهر فقط للعيش.

ادعت جيبسون أنها شُفيت من خلال نظام غذائي يعتمد على الفواكه والخضروات، متجنبة العلاج الكيميائي والأدوية الحديثة.

تصديقًا لقصتها، تحولت جيبسون إلى واحدة من أوائل المؤثرين في مجال العافية، وحولت متابعيها البالغ عددهم 200,000 إلى تطبيق يسمى “The Whole Pantry”، يقدم وصفات صحية.

كما أصدرت كتاب طبخ مصاحبًا، لكن تبين لاحقًا أن كل ذلك كان مبنيًا على أكاذيب.

الكشف عن الحقيقة

بدأت الشكوك حول قصة جيبسون في عام 2014، عندما كشفت وسائل إعلام محلية في سيدني أن الجمعيات الخيرية التي ادعت جيبسون أنها جمعت لها تبرعات لم تتلق أي أموال.

في مقابلة مع الصحافيين بو دونيلي ونيك توسكانو، اعترفت جيبسون بأنها لم تكن مصابة بالسرطان أبدًا، مدعية أنها تم تشخيصها بشكل خاطئ في عام 2009.

رد الفعل على كشف الحقيقة كان سريعًا وحادًا، لكن جيبسون استمرت في التعتيم على تفاصيل صحتها.

في مقابلة مع مجلة “Australian Women’s Weekly” عام 2015، اعترفت بأن جميع ادعاءاتها بالسرطان كانت كاذبة، قائلة: “لا شيء من ذلك صحيح.

لا أريد المغفرة، لكن التحدث بصراحة كان الشيء المسؤول الذي يجب القيام به”.

العواقب القانونية

في عام 2017، أدانت المحكمة الفيدرالية في ملبورن جيبسون بتقديم ادعاءات مضللة حول تبرعاتها الخيرية، وتم تغريمها مبلغ 410,000 دولار أسترالي.

ومع ذلك، لم يتم تأكيد ما إذا كانت قد سددت الغرامة حتى عام 2025.

صناعة العافية وثقافة المؤثرين

تُعد صناعة العافية، التي تقدر قيمتها بأكثر من 6 تريليون دولار وفقًا لـ”بلومبرج”، واحدة من أكثر الصناعات ربحية في العالم.

يعتمد نجاحها بشكل كبير على ثقة الجمهور في المؤثرين الذين يروجون لبدائل صحية، وغالبًا ما تكون ادعاءاتهم مبالغًا فيها.

قصة بيل جيبسون ليست مجرد قصة احتيال، بل هي أيضًا تحذير من مخاطر تصديق الادعاءات الصحية الشنيعة على الإنترنت.

كما تقول جيبسون نفسها: “أريد أن يقول الناس إنني بشرية، عشت حياة عظيمة، وجئت إلى الطاولة بكل احترام لأقول الحقيقة”.

الخاتمة

مسلسل “خل التفاح” ليس مجرد عرض ترفيهي، بل هو نظرة عميقة على ثقافة المؤثرين وصناعة العافية، وكيف يمكن للأكاذيب أن تبني إمبراطوريات وتدمرها في نفس الوقت.

القصة تبقى درسًا لمن يصدقون كل ما يرونه على وسائل التواصل الاجتماعي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى